الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية – هل يستمر الصعود؟

184
الذهب يواصل تحطيم الأرقام القياسية – هل يستمر الصعود أم أن العاصفة الاقتصادية القادمة ستعيد التوازن؟


إعداد: الخبير الاقتصادي محمد قيس عبدالغني

يواصل الذهب تسجيل ارتفاعات تاريخية جديدة، في ظل زخم شرائي قوي وتنامي حالة عدم اليقين في الأسواق العالمية. ومع هذا الصعود الحاد، يبرز التساؤل الرئيسي: هل تستمر هذه الارتفاعات خلال الساعات القادمة، أم أن الأسواق على وشك مواجهة موجة تصحيحية؟

في هذا التحليل، سنستعرض أهم المؤثرات الاقتصادية والجيوسياسية التي تلعب دورًا رئيسيًا في تحركات الذهب، إلى جانب تحليل فني لمستويات الأسعار الحالية، والسيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة المقبلة.

البيانات الاقتصادية الحاسمة وتأثيرها على الذهب

ينتظر المستثمرون اليوم صدور مجموعة من البيانات الاقتصادية التي قد تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب، أبرزها:
• التوقعات الاقتصادية للجنة الفيدرالية للسوق المفتوح (FOMC).
• تقرير لجنة السوق المفتوح الفيدرالي.
• قرار الفائدة الصادر عن البنك الفيدرالي الأمريكي.
• المؤتمر الصحفي لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول.

من المتوقع أن تؤدي هذه البيانات إلى تذبذبات قوية في الأسواق المالية، نظرًا لتأثيرها المباشر على سياسات الفائدة الأمريكية وتوقعات التضخم. ويبقى الدولار الأمريكي العامل الأكثر ارتباطًا بتحركات الذهب، حيث يؤدي أي تغير في توجهات الفيدرالي إلى تحركات حادة في أسواق المعادن النفيسة.

التطورات الجيوسياسية وتأثيرها على الأسواق

على الصعيد الجيوسياسي، لا تزال الأسواق تعاني من حالة عدم اليقين نتيجة استمرار التوترات في مناطق رئيسية حول العالم، لا سيما في الشرق الأوسط، حيث تؤدي المخاوف من تصعيد محتمل إلى تعزيز الطلب على الذهب كملاذ آمن.

في حال استمرار هذه التوترات، قد نرى مزيدًا من الارتفاعات في أسعار الذهب نتيجة زيادة الإقبال على الأصول الدفاعية. أما إذا حدثت تهدئة سياسية، فقد نشهد استقرارًا نسبيًا أو تصحيحات محدودة.

التحليل الفني – إلى أين يتجه الذهب؟

من الناحية الفنية، لا يزال الذهب يحافظ على اتجاهه الصاعد، مع استقراره فوق مستويات دعم رئيسية. وتشير البيانات الفنية إلى السيناريوهات التالية:
•السيناريو الإيجابي: استمرار الثبات فوق 3010 دولار قد يدفع الأسعار نحو 3060 3100 دولار كمستويات مستهدفة جديدة.
•السيناريو السلبي: في حال كسر مستوى 3010 دولار هبوطًا، قد نشهد موجة تصحيحية تستهدف 2,960 دولار، وهو الدعم الأهم في الوقت الحالي.

ومع اقتراب قرار الفائدة والمؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي، يُتوقع أن يكون هناك تذبذب قوي في السوق، مما يستدعي الحذر عند اتخاذ القرارات الاستثمارية خلال هذه الفترة.

الاستثمار في الذهب – هل الوقت مناسب للشراء أم البيع؟

•للمستثمرين على المدى الطويل (7 – 10 سنوات):
يبقى الذهب أحد الأصول الدفاعية التي تلعب دورًا رئيسيًا في التحوط ضد التضخم وعدم الاستقرار الاقتصادي، مما يجعل الشراء عند المستويات الحالية خيارًا مناسبًا للمستثمرين على المدى الطويل.

•للمستثمرين على المدى القصير:
أي هبوط في الأسعار طالما بقي فوق 2,960 دولار قد يمثل فرصة للشراء، ولكن مع ضرورة متابعة البيانات الاقتصادية القادمة التي قد تؤثر على اتجاه السوق.

متى يجب بيع الذهب؟

يختلف القرار حسب استراتيجية كل مستثمر:

1.إذا كنت مستثمرًا طويل الأجل وحققت أرباحًا مرضية، فقد يكون البيع التدريجي خيارًا مناسبًا للاستفادة من المستويات المرتفعة.
2.إذا كنت بحاجة إلى سيولة مالية، فيمكن بيع جزء من الأصول بما يتناسب مع الحاجة الفعلية.
3.أما إذا لم تكن هناك حاجة ملحة للسيولة، فإن الاحتفاظ بالذهب قد يكون القرار الأفضل، خاصةً في ظل التقلبات الاقتصادية والجيوسياسية المستمرة.

الخلاصة

مع تسجيل الذهب لمستويات تاريخية جديدة، تتجه الأنظار نحو البيانات الاقتصادية المقبلة، والتي ستحدد ما إذا كان الاتجاه الصاعد سيستمر، أم أننا سنشهد موجة تصحيحية.

في ظل هذه الظروف، يظل الذهب خيارًا استثماريًا رئيسيًا، سواء كأداة تحوط طويلة الأجل أو كفرصة للمضاربة في الأسواق المالية. لكن يبقى القرار النهائي مرتبطًا برؤية كل مستثمر واستراتيجيته الخاصة.

نوصي بمتابعة الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية عن كثب، لاتخاذ قرارات استثمارية أكثر دقة وفعالية.

Penafian

Maklumat dan penerbitan adalah tidak dimaksudkan untuk menjadi, dan tidak membentuk, nasihat untuk kewangan, pelaburan, perdagangan dan jenis-jenis lain atau cadangan yang dibekalkan atau disahkan oleh TradingView. Baca dengan lebih lanjut di Terma Penggunaan.